السلام عليكم.....
*كيف أصبح رجلا"؟؟**رسالة الى أبني الغالي**
تأملت في يوم قادم يقف أبني الغالي أمامي وهو يلح في السؤال..كيف أصبح رجلا"؟؟ وفكرت في الجواب واسترجعت الذاكرة بعد مشاورة واستهديت
با الأية والحديث..واستوعبت السؤال كاملا"!!فاذا الأجابة طويلة ومتشعبة ...ولها أبعاد وخطوات؟؟
جلست مع الغالي وقلت له..ستمر بك الأيام عجلى وتتوالى عليك الليالي سريعة فاذا بك تقف ممتلئا"صحة ونشاطا" وقد منحك الله بسطة في الجسم
وان مرت بك الأيام وسلمت من عاديات الزمن و طوارقه فسوف تمر بمراحل العمر كلها بأذن الله سبحانه؟؟وهاهي قدمك بدأت تخطو الخطوات الأولى في
مرحلة الشباب والنضج..وهي مرحلة مهمة خصها الرسول صلى الله عليه وسلم با الحديث المشهور...
((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع..عن عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما وضعه وعن علمه ماذا عمل فيه؟؟))
وخص النبي عليه الصلاة والسلام مرحلة الشباب هذه لكثرة الانتاج والعطاء والبذل و الابداع فيها.......
أبني الغالي..أن مقاييس الرجولة تختلف حسب نظرة المجتمع والأسرة والشاب نفسه؟فرجولة المهازيل أضاعة الوقت وأزجاء الزمن دون فائدة؟ ورجولة مرضى النفوس والسفهاء السعي وراء الشهوات
المحرمة..أما رجولة أهل الهمم والمعالي فهي السعي الحثيث الى جنة عرضها السماوات والأرض..ومن متطلبات هذا السعي أن تكتسب من العلم أوفره
وأن تنال من الأدب أكثره ومن معالي الآمور وجميلها ما يزين رجولتك ويجعلك محط الآمال ومعقد الأماني بعيدا"عن عثرات الطريق وما
فيها؟؟؟وتصبح رجلا" اذا اكتملت فيك مقومات الرجولة الظاهرية من ارتواء الجسم ونضارته وقوة الشباب وحيويته وظهور الشوارب واللحية
وهذه كلها تشترك فيها مع من مثلك من الشباب...صالحهم وطالحهم ومسلمهم وكافرهم وبرهم و فاجرهم...
أن تكون رجل مميز وشاب متفرد نريدك رجلا" مسلما"لا مجرد رجل..ولكي تكون كذلك فا الآفاق أمامك مفتوحة ودروب الخير سهلة ميسورة وحصاد
العلم قددنا وقرب..فكن رجلا"كما نريد وكما تريد أنت بل كما يريد الله عز وجل ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟
فالآسرة والمجتمع والآمة بحاجة الى شباب صالحين مصلحين أمثالك وأمثال شباب زيك كتير........
وبعيدا"عن التنظير والكلمات الأنشائية اذكرك بأمور ان تمسكت بها يا غالي وأخذت بأطرافها فزت ورب الكعبة.....
اولا"**خلقت لأمر عظيم فاحذر أن يغيب ذلك عن بالك طرفة عين فا الله عز وجل يقول في محكم التنزيل..........
(((وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون)))صدق الله
ثانيا"** الصلاة الصلاة فأنها عماد الدين والركن الثاني العظيم..ولاحظ في الاسلام لمن ترك الصلاة فلا تتهاون لا تتكاسل ولا
تتشاغل عن أدائها في وقتها مع جماعة المسلمين
ثالثا"**ما أضاع أحد ساعات عمره وأيامه مثلما أضاعها الفارغون وأصحاب الهوايات الضائعة والأوقات السلوبة في لهو وعبث فاحرص على وقتك فأنه أغلى من المال؟؟؟؟؟؟
رابعا"**العلم طريق الوصول الى خشبة الله عز وجل فسارع اليه وابدأ با العلم الشرعي الذي تقيم به أمور دينك...
خامسا"**حسن الخلق كلمة لطيفة طرية على اللسان ولكن عند التطبيق تتباين الشخصيات ويفترق الرجال الى أصول وفروع ولا يغيب عن بالك أن
حسن الخلق من صلب الدين..فبر والديك وارفق بأ خوانك وأحسن الى صديقك وتعاهد جارك وأحسن معاملة الجميع.........
سادسا"**القدوة علم تسير خلفه وتستظل بأ رائه وتستلهم طريقه فمن قدوتك يا ترى؟؟؟!!!ولا أعرف لابن الاسلام قدوة سوى محمد عليه الصلاة
والسلام وصحبه وأل بيته الأطهار وسلفنا الصالح على مر الأزمان...........
سابعا"**أنت لا ريب تتطلع الى غد مشرق وسعادة دائمة وظل وارف فعليك بتقوى الله في السر والعلن ودائما".......
ثامنا"**لتكن قوي الآرادة ماضي الزيمة وألق ما تقع عليه عينك من المحرمات وابتعد عن الرذائل ومواطن الشبه والريب ولتكن لك قوة
داخلية تسخرها لتزكية نفسك وصفاء سريرتك .................
تاسعا"** الدعاء هو العبادة وما أفقرك الى ربك ومولاك فبا الدعاء يكون انشراح النفس وطمأنينتها وطلب العون من الله عز وجل..فلا تغفل
عنه واحرص على البعد عن موانع الآجابة وكلما غفلت تذكر كثرة دعاء الأنبياء لأنفسهم وحرصهم على ذلك يا بني الغالي..........
حبيبي وضي عيوني ومهجة قلبي..لا تستوحش من أقبال الزمان ودورته ..وسيقف أبنك أمامك بعد زمن ليسألك..كيف أصبح رجلا" يا
أبي كيف؟؟؟وأعتقد وأنت معي في ذلك أن نقطة البداية لهذا الجواب هو ما تسير عليه اليوم وترسمه غدا"..
*** وفي الختام..يا الغالي قد يطرق قلبك اعتراض مفاجئ تصوبه نحو قلمي؟؟كل ما ذكرت كلمات وعظية مكررة نسمعها بين حين وأخر !!!وجوابي لصوتك الحبيب؟؟
أيها الغالي المحبوب..................
يا من استقبلت الدنيا بوجهك..انها كلمات وان كانت مكررة فأبشر بتحقيق الأمل أن هي قد وقعت في نفسك موقعا" طيبا"؟؟
وبذلك تكون رجلا" قل نظيره بل رجلا" أثنى الله عز وجل عليه في مواضع عدة من كتابه الكريم..وحسبك هذا الثناء لتكون رجلا" وأي رجل يا الحبيب الغالي.........
.............والدتك ....المحبة لك يا عيوني...........