العطاس

بسـ الله الرحمن الرحيم ـــم


اتجه الإسلام في آدابه عامة إلى ربط المسلم بالله في كل أحيانه، وعلى كافة أحواله، وهذا سر الأذكار والأدعية المأثورة. فلا غرابة أن يعلم المسلم إذا عطس أن يحمد الله، وأن يقول سامعه: يرحمك الله، وأن يرد عليه: يهديكم الله.


أما تخصيص العاطس بالحمد،
فقد قال العلامة الحليمي، الحكمة فيه أن العطاس يدفع الأذى من الدماغ، الذي فيه قوة الفكر، ومنه منشأ الأعصاب التي هي معدن الحس، وبسلامته تسلم الأعضاء، فيظهر بهذا أنها نعمة جليلة، فناسب أن تُقابل بالحمد لله، لما فيه من الإقرار لله بالخلق والقدرة، وإضافة الخلق إليه لا إلى الطبائع''.
وأما قول السامع ''يرحمك الله''،
فقد أكد القاضي ابن العربي في ذلك: أن العاطس ينحل كل عضو في رأسه وما يتصل به من العنق ونحوه، فكأنه إذا قيل له: يرحكم الله، كان معناه: أعطاك الله رحمة يرجع بها بدنك إلى حاله قبل العطاس، ويقيم على حاله من غير تغيير.

وقال ابن أبي حمزة في شرح العطاس: وفيه إشارة إلى عظيم فضل الله على عبده فإنه أذهب عنه الضرر بنعمة العطاس .
ثم شرع له الحمد الذي يثاب عليه، ثم الدعاء بالخير بعد الدعاء بالخير، وشرع هذه النعم المتواليات في زمن يسير فضلاً منه وإحسانًا إلخ.
كما أن إن الإسلام قد جاء في هذا الأدب ما أبطل اعتقادات الجاهلية التي لم تقم على أساس من عقل أو نقل، وما نشأ عن هذه الاعتقادات من عادات مستقبحة في الفطرة، ضارة بالحياة.
فقد ذكر العلامة ابن القيم أن أهل الجاهلية كانوا يتطيرون بالعطاس ويتشاءمون منه، كما يتشاءمون بالبوارح والسوانح. فكان الرجل إذا سمع عطاسًا يتشاءم به، يقول: بك لا بي. أي أسال الله أن يجعل شؤم عطاسك بك لا بي. وكان تشاؤمهم بالعطسة الشديدة أشد.
فلما جاء الله سبحانه بالإسلام، وأبطل رسوله - صلى الله عليه وسلم - ما كان عليه الجاهلية من الضلالة، نهى أمته عن التشاؤم والتطير، وشرع لهم أن يجعلوا مكان الدعاء على العاطس بالمكروه الدعاء له بالرحمة.
* إمام وباحث في الشريعة الإسلام

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ انتهت ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يسلم ايديك ع الموضوع رائع و المهم جدا أخ عطر الحروف



جزاك الله خير وجعله من ميزان حسناتك

السلام عليكم


معلومات حلوة ومفيدة عطوررة تسلم ايدك .



تقبل مروري


الطـير الدمــشقي

مشكور اخي عطر على المعلومات وسلمت يداك على ما خط قلمك وتقبل مروري اخوك ابووليد